طفلــــــي الذي أسمعه ولا أراه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

طفلي الذي أسمعه ولا أراه

أكتب ويدي تؤلمني من الكتابة ولكن .. الألم لم أشعر به لحاجتي في إخراج شيء ما بداخلي أود قوله ولكن ..حتى القول يجعلني أعجز عن التصريح به , فالبرد يتملك من جسدي ويُصعب من صوتي أن يبوح بما لديه صوتا ولكن .. قلبي لازال فيه نبض وبرغم هزلته إلا أنه بحاجه للحديث معي فعندما استرخيت على سريري وجدت بي أتذكر شيئا لا يخضع للذكرى بل لا زال حاضرا ينبض وأراه بعقلي وقلبي كل يوم , وجدت قلبي يبتسم لاصابتي بأعراض البرد,حيث أنه تذكر تلك الأيام التي سبق وأصيب فيها مع الطفل الذي يسكنه .

حقا أ أنت سعيد يا قلبي لألمي ؟ أم أنك تذكرت تلك الأيام التي كان فيها طفلك بين عينيك تحتضنه وعندما تسمع ألمه يهرول نبضك ياقلبي إليه ويتمنى أن يرحل إليه ليداويه .

فما أجمل طفلي بعيني ! طفل أسمعه ولا أراه , أشعر به مهما كانت المسافات ومهما كان البعد أسمع صوته في أذني كل ليلة .. أتذكر ابتسامته أدعوه ليلعب معي وأستمد منه لحظات مرحه وأقضي فيها بعض دقائق فقط لآخذ اشباعي من سماع ضحكته التي لا أملها و تتردد على آذاني دوما ودوما .....

فهل يصدقونك القول يا قلبي أن تعشق طفل تسمعه ولا تراه أن تصاب بالهزل والإختناق والألم لمجرد أن تعلم أنه مريض أو يصيبه اختناق أو أي ألم , أتشعر به يا قلبي إلى هذا المدى ؟ وكل ذلك بنبضتك التي أصبحت هزيلة وأصابها ما أصاب ولكن تأتي على صوته وكأن الحياة بها متجددة للخير وللحب ولم تعرف معنى الألم وكأن تذكرك صوته هو شفاؤك واستحضارك ضحكته هو دوائك فماذا لو قُدِرَ لك يا قلبي أن ترى طفلك ؟ ماذا سيحدث لك؟

لا أعلم حاولت أن أتخيل ولكن ارتسمت أمامي صور كثيرة فقمت باغماض عيني لمدة دقيقة واحدة والآن حين تثبت عيني على صورة تبقى هذه أمنيتك أيها القلب الوهن الهزيل رحلت الدقيقة في أقل من ثانية فكنت أتمنى أن تطول بعض الوقت ولكن فيها رأيت ما أحلم به فقد ارتسمت أمامي صورة طفلي تتحرك يا إلهي فقد أتى لي بشخصه أغمضت عيني حين رأيته يبتسم لا أصدق ما رأيته أحقا رأيته في هذه الدقيقة أم كان سراب ارتسم خياله يتحرك أمامي فهذا ما تمنيته يا قلبي فحينما أغمضت عيني رأيته وأنا أرتمي بأحضانه أحتضنه بقوة أسند برأسي على كتفيه وأبكي نعم ... أبكي وأقول له أحبك وأذوب في كل مابك , فأنا أحب كل مافيك ويتعلق بك وفجأة انقطعت صورته من أمام عيني وانتهت الدقيقة سريعا ولم أعرف استرجاعها مرة أخرى ووجدتني أسأل قلبي أحقا تحبه تعشق صوته تحب كل مافيه وترضى به مهما فعل بك أحقا تتمنى رؤيته إلى هذا الحد فإن كانت هذه رغبتك ياقلبي وهو يعلم بها فالإحساس يصل مهما كانت المسافات .....

فماذا إذن رغبته واحساسه بعدما عرف أنك تحبه رغم كل شيء وتعشقه وتراه في كل شيء فما شعوره الآن ؟؟؟