بسم الله الرحمن الرحيم
مع أول لحظة احتياج راهن على الفراق
عينان تلمعان , يدان ترتعشان , و قلب ينبض ببطء من شدة ما به من آلام , صرخة تأتي و أخرى تذهب
حلم يضيع وسراب يجتمع وخوف يملأ ظمأ أنثى تحتاج وتشتاق تحن وتئن تبكي وتخضع ببكاها لذاتها
حتى لا يرى غيرها دموعها , يسود الفرح البلدان احتفالا بالعيد وهي لا ترى أية ملامح له
بل تمسح بيديها على وجنتيها ...
خوفا أنا تنسدل عليها دمعة هاربة , عاد الإختناق ثانية صرخ وأعلن مجيئه
لعله سمع أن تلك الأنثى قد فرحت ولو للحظات
فجاء ليطمئن و كــأن قد كُتب عليها الشقاء طول حياتها .
دموع تملأ عينيها تخشى أن تسقط إحداها , تلهي نفسها بأي شيء
ولا تعلم ماذا تفعل ولمن تتكلم فذاتها تأبى الحديث معها
أصبحت تحمل في ثناياها بل يسري في شريانها جرح يؤلمها ويتجدد الألم كلما أوشكت على الابتسام
ضاع الحديث من فاهها ولا تعرف لما ولمتى ستظل على هذا الطريق؟
عندما تهرب من ذاتها وحزنها لتكتب أم ترسم يظهر وجهان لعملة واحدة على اختلاف قسوتهما ولكن المعنى يلفظ دائما
عين تدمع وقلب يأن وينزف وآه تحرقها وتقول:-
حزين يا قلبي والحزن لن ينساك
وإن سلكت طريقا ستجد جراحا تحيطك في دنياك
فإن أتى العيد عليك بت وحيدا واشتقت لهواك
وحين تذكره تختنق أنفاسك وتزيد بذكراك
وترتسم الحيرة عليك سائمة كل سؤال
عاشقة لكل إجابة تبعد عن المحال
وتأتي العين ساجدة لمن يريح البال
فلا يوجد غيره يهدي بنا الحال
وتغترب لحظات الحزن فرارا
وتعود البسمة خالقة أعذارا
تبرر رحيلها عن شفاهي تكرارا
فتختلق من هروبها أفكارا وأفكارا
ويحن القلب للحظة تأمل واحتياج
ولن يجد غير حزن ودمع ماثلين بازدواج
مرآة الحزن تلمع وتغوص مع الحزن في امتزاج
وحينها تصرخ دموع عيني معلنة الإفراج
باتت الأيام مثيلة بعضها ومع ذلك يزيد الإحتياج أكثر و أكثر وحينما نرسمه وننشده فيقترب تحقيقه
يأتي الرهان ويكون بمثابة عدوان ....
يحرق ويغزو كل ما في القلب و الوجدان ليعلن قدوم الفراق ولوعة ومرارة الإشتياق
ومصير قلب بات يحب ورسم عالمه ومستقبله
في احتراق ... خرجت الكلمة تعلن رحيلها لدنيا الفراق والرحيل
فما مضى لن يعود , وما يأتي لن أعرفه وسره مع علام الغيوب
فلما الرهان دون انتظار المكتوب فإن كان يرضيك الرحيل ورهان الفراق فسأحدث حالي ألا أبكي على اللبن المسكوب
فما بقى من العمر أكثر مما مضى ولن تبقى على شفاهي غير أني ياربي راضية كل الرضا .