طــــــــــــــارق يطـــرق بابــــي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

طارق يطرق بابي

في ليل عتيم وسماء لم تكسوها النجوم جلست وحدي أتأمل ذلك الليل وظلامه الكاحل, وجدت بنفسي أدخل في عالم آخر حتى أفقت على طرقة غريبة كدت أفتح لولا أني توقفت أفكر مترددة من يكون ذلك الطارق ومن أين أتى ولما أنا ؟

ولكن دفعني قلبي لأدفع وأكشف عن هذا الطارق المجهول وإذ بي أكشف الستار وأجده أمامي جسد شامخ ووجه مستنير وإذ بالسماء تلمع بالنجوم ماذا حدث هل هذا الرجل أتى لي في شيء هل يخصني أنا أم أخطأ بعنواني ظللت أتأمل وجهه لبرهات كاد يدخل ويقفل بابي لولا أنني استوقفته فأردت أن يعرف بداية العالم الذي طرق على بابه وهل سيناسبه ام سيرحل عنه فله وحده الإختيار وإذا اختارني فسيبقى بقلبي إلى الأبد وتكون حياتي فداءا له أقدمت عليه بخطوة خفية وتكسو ملامحي وهلات الخوف العجيب ودموع تعلو عيني وتلمع بها وأخاف أن تسقط دمعة أمامه وحينها يقترب هو ويمحوها عني ويتأثر بي فعليه ألا يتأثر بعالمي ويختاره بإرادته ظللت واقفة وبدأت معه بالكلام فقلت له من أنت ؟ ولكن قبل ان تجيبني عليك أن تعلم :

أنا من كنت بالأمس طفلة تعلو شفتيها الضحكات وتعلو حتى السماء وجاءت غيمة على حياتي بدأت تتسع تدريجيا حتى كست سماء دنيتي ظلمات وليل كاسد لا يعلوه نهار ولا تزوره شمس الدنيا المعهودة هل تريد ان تدخل لعالمي المظلم

أرجوك ابتعد إني أخشى عليك من عالمي فانا من كُتِبَ عليه الحزن طيلة حياته ومن يدخل عالمي أخاف عليه منه فأنا من كنت أمزح وأضحك أصبحت ضحكتي دموع وقلبي مات بلا رجوع وعقلي أصبح كشجرة بلا فروع فلما تدخل دنيا غير دنيتك وترى هذه الأشياء مني أصابه الصمت وتحدث وكان في حديثه معي شيء غريب شعرت به وكأن بارقة امل تشتعل في عرض السماء وتتسع وتضيء الأمل أكثر وأكثر وزادت النجوم وأنارت السماء وكأن النهار أتى لدنيتي من جديد وظل يتحدث وأنا أستمع ويزيد الحديث وقلبي له يخضع ويتأثر إلى أن شعرت بقلبي أصابه نبض وأعلن مرحلة العودة وأعلنت له صائحه فلتصمت دقيقة يا من أعدت لي الحياة ولتتفضل بالدخول ولكن قبل الدخول عاهدني أن تكون لي خير الناس وألا تصيبني بالجراح والآلام وأعلن موافقته ودخل هذا الانسان عالمي وسعدت به كثيرا فيكفي أنه أعاد لي الحياة بعد كل ما حدثته عني ووافق أن يكمل مسيرة طريقه المجهول معي وقضينا أوقاتا كانت السعادة باسمها وحدها تحسد احساسنا بها كنا نعلم ما تخفيه قلوبنا ونشعر ببعضنا البعض مثلما تشعر الأم بطفلها في رحمها ولكن كنت أشعر دوما أنني أحلم وسوف أستيقظ على كابوسا يتجسد أمامي في طعنة سكين تخترق قلبي وتمزقه وتحطم أشلاؤه حتى لا يعود ثانية للحياة وكان احساسي صادقا حيث فجأة جاء الطارق بما لديه من جراح وألم وأصابني وياليته ما أتى من البداية فقد فاق ألمه كل الآلام فقد نزع أحلامي لأوهام وأصبت بعجز الكلام فلم أجد شيئا أقوله بعد كل هذا ولكن جن جنوني وصاب عقلي الهذيان وفاقت حياتي كل الجراح وأصبحت أحيا حياة بقائها موت وأجد في حياتي كل يوم موت وطعنة غدر وألم فكل ليلة أتخيل صوت وأسمع ضحكة وفجأة صراخا يعلو حياتي وفي وسط هذه الكلمات تأتي كلمة لماذا ؟ لماذا؟ لماذا؟

اقتربت ثم ابتعدت ؟ أعطتني الحياة ثم بيدك حطمتني واندفعت ؟ قتلت قلبي بقوة ومن داخلي نزعته وقتلته ورميت أشلاؤه على طريق دموي؟

لماذا مات بك الاحساس وضاع منك الضمير وبت بلا احساس فلما اقتربت طالما لم تحبني ولما جرحتني وأنا لم أفعل بك ما فعلته بي

أرجوك أجبني ما داخلك قلب ينبض مثل سائر البشر أم قطعة صخرية لما فعلت بي كل هذا لما لما ؟؟؟